|
زار المعتمد السياسي البريطاني المساعد في البحرين ج. س. جاسكن، القطيف على ظهر السفينة الحربية الملكية سفنكس في يوم الثاني من فبراير 1902 بناءً على أوامر الكولونيل كمبل، نائب المقيم السياسي في بوشهر. الهدف من الزيارة كان متابعة قضية مقتل مجموعة من شيوخ البحرين بالقرب من القطيف على يد أفراد ينتمون الى فرع البحيح من قبيلة المرّة، واستكشاف أسباب تلكؤ أو عدم قدرة السلطات العثمانية من القبض على القتلة، وكذلك لحثّ السلطات العثمانية على السماح للتجار الهنود من ذوي الرعيّة البريطانية للمتاجرة مع المنطقة. لكن السفينة الحربية ومن عليها قائدها ومساعد المعتمد السياسي قوبلوا بـ (مواقف غير وديّة) حسب التعبير البريطاني. تفاصيل الموقف غير الودي مهمّ لمعرفة طبيعة العلاقة القائمة بين القوى العظمى المتنافسة من أجل السيطرة على الخليج. ومن المهم أيضاً معرفة تفاصيل الرحلة البحرية/ البريّة من والى القطيف، وأحوال القوة التركية المسيطرة عليها، عددها وتسليحها. وقد حوت رسالتان كتبهما جاسكن الى مسؤوليه (القائم بأعمال المقيم في بوشهر الكولونيل أ. س. كمبل) في السادس والعاشر من فبراير 1902، نتف معلومات قيّمة عن الضرائب وتقديرات عدد السكان، ووضع ميناء القطيف ومدى صلاحيته للملاحة، والمجلس البلدي ومدى سلطته على القائمقام وغير ذلك. فيما يلي نص الرسالتين: الرسالة الأولى (1)
الرسالة الثانية (5)
(1) الرسالة مؤرخة في 6 فبراير 1902 من: ج. س. جاسكن، المعتمد السياسي المساعد في البحرين الى: الكولونيل س. أ. كمبل، القائم بأعمال المقيم في الخليج ـ بوشهر. وتبدأ الرسالة كالتالي: استلمت كتابكم الرسمي رقم 15 وتاريخ 6 يناير 1902، الذي وصل هذا المكتب يوم 27 من الشهر الماضي (ديسمبر 1901) عن طريق كراتشي. (2) هل كان هناك حرس شرف فعلاً؟! أم أن جاسكن، اعتقد أن حرس القائمقام هم حرس الشرف جاؤوا لتحيته؟! (3) في عام 1900 قتل بدو آل مرة من فرع البحيح، الشيخ دعيج آل خليفة وعدد من أتباعه، ونهبوهم بالقرب من بر الظهران، فتولّى الإنجليز الـدفـاع عن مصالح شيخ البحرين، الشيخ عيسى بن علي، وطالبوا الحكومة العثمانية في الأحساء بالقبض على الفاعلين ومحاكمتهم، ودفع دية. (4) الطريف أن جاسكن، لا يعتبر بريطانيا كاملاً، بل نصف بريطاني، ويحتمل ان يكون من أصول هنديّة. ولذا ـ وربما كانت هذه مشكلته أو عقدته ـ كأن أكثر تشدداً بشأن المصالح البريطانية، وفي المقابل كان شيوخ الخليج يستصغرونه، لأنه ليس انجليزياً كاملاً! (5) الوثيقة المؤرخة في: 10 فبراير 1902 من: ج. س. جاكسن، المعتمد السياسي المساعد في البحرين الى: الكولونيل س. أ. كمبل، القائم بأعمال المقيم السياسي في بوشهر (6) هناك أسماء قرى عديدة لم تُذكر. (7) لا تزال في تاروت قلعة متداعية يعود بناؤها الى عهد البرتغاليين. وقد كانت تاروت مسوّرة ، ولكن السور تآكل وتمّ ترميمه في العهد البرتغالي فكان ارتفاعه أربعة أمتار الى ستة، وعرضه أضيف اليه نصف متر ليصبح متراً ونصف وأُضيف لطوله متراً في العهد التركي. وعاد البرتغاليون فدكّوه أثناء صراعهم مع الأتراك وبقي دون بناء، ثم أعيد بناء السور سنة 1242هـ، وللسور أربعة أبراج وبوابتان. انظر: الألعاب الشعبية في القطيف، عبد الله حسن آل عبد المحسن، ص 87، 88. (8) قدرت الضرائب التي يجبيها العثمانيون في السنجق كله بين 37 الى 60 ألف ليرة تركية سنوياً، وقيل أن المبلغ لم يكن يكفي لدفع تكاليف بقاء القوات التركية نفسها. ومن خلال مستحصلات ضرائب القطيف حسب قول جاسكن وهو 12 ألف ليرة تركية سنوياً، يبدو أن رقم الستين ألف نفسه مبالغ فيه، وأن الأتراك لم يكونوا ينظرون الى الإقليم كمصدر مادي بقدر ما كان يكلفهم البقاء فيه دفع الكثير من المبالغ، خصوصاً في فترات الإضطراب الأمني، حيث تكون ايرادات السنجق (الأحساء والقطيف وقطر) ضئيلة لا تفي بالمصروفات. اليكسي فاسيليف قال في كتابه: تاريخ العربية السعودية (ص243) أن الإيرادات 37 ألف ليرة، والمصاريف 52 ألف ليرة. ولوريمر قال أنه في سنة 1907 لم تصل الضرائب الى 54 ألف ليرة. في حين أن مذكرات مدحت باشا أشارت الى أن الإيرادات باديء الأمر كانت تكفي مرتبات الموظفين والعساكر والضباط، ويبقى منها جانب لخزينة الحكومة. انظر مذكرات مدحت باشا، ليوسف كمال حتاتة، ص 179، 180. |
|