الأماكن
الأثرية والشعبية بمنطقة القطيف
منطقة
القطيف غنية بالمواقع الأثرية التي تعكس
أهمية هذا الجزء الشرقي من الجزيرة
العربية في عصور سالفة متعددة. وسنستعرض
هنا أهم الأماكن الأثرية والشعبية فيها:
جزيرة تاروت
:
كانت
هذه الجزيرة فيما مضى موطناً للفينيقيين
والبرتغاليين. كان يفصل بينها وبين مدينة
القطيف مخاضة يقطعها السكان بأرجلهم عند
أدنى مستوى للجزر. وبالقوارب الصغيرة عند
أعلى مستوى للمد. أما اليوم فقد أصبحت شبه
جزيرة يحيط بها الماء من ثلاث جهات:
الشمالية
والشرقية والجنوبية. أما الجهة الغربية
فقد اتصلت بمدينة القطيف عبر شارع فسيح
معبد ذي اتجاهين وعلى جانبي الطريق (مكان
المخاضة سابقاً) أقيمت أحياء سكنية جديدة.
وتقدر مساحة الجزيرة حالياً بنحو 25كليلو
متراً مربعاً. وهي تشتمل على خمس مدن وقرى
هي: تاروت (المدينة الرئيسية). الربيعية،
سنابس، الزور، ودارين، التي كانت فيما
مضى ميناءً تجارياً مشهوراً، والتي ورد
ذكرها في التاريخ الإسلامي والشعر
العربي، حيث قال الأعشى:
يمرون بالدهنا خفافـاً عيابهـم
ويخرجن من دارين بجر الحقائب
وأهم
ما يميز جزيرة تاروت حالياً، قلعتها التي
تحتل موقعا أثرياً هاماً يعود إلى الألف
الثالث قيل الميلاد. وقد قامت إدارة
المتاحف والآثار بالمنطقة بسح جميع
الأماكن الأثرية فيها، وهي بصدد إعداد
دراسة شاملة عن الجزيرة.
ويروي
الأستاذ عبد الرحمن عبد الكريم العبيد
أن الجزيرة كانت تعرف بجزيرة دارين
وليس بتاروت. وقد استند في ذلك إلى بعض
الأقوال، منها ما ذكره الأستاذ حمد
الجاسر: "ولكن الجزيرة عرفت بدارين
التي كانت من أشهر موانئ شرق الجزيرة
لأنها واقعة في رأس داخل في البحر تستطيع
السفن بلوغها بسهولة بخلاف بلدة تاروت
التي تحيط بها خلجان من البحر ليست
عميقـة الميــاه
في
كل وقت". (مقالة للأستاذ عبد
الرحمن العبيد –
بجريدة اليوم عدد الإثنين 7
رجب 1406هـ). والواقع أن اسم الجزيرة لا
يغير من الحقيقة شيئاً، فهي منطقة تعاقبت
عليها، في الأزمان الغابرة، حضارات وأمم
متعددة.
وفي
دارين معلم تراثي، وهو منزل الشيخ محمد
بن عبد الوهاب، أحد تجار اللؤلؤ
المشهورين في الخليج، ولعل الأهمية
التاريخية لهذا المعلم التراثي لا تكمن
في المبنى ذاته، بل في التل الذي يحتضن
المبنى. حيث عثر بجانبه على مسكوكات
فضية، يعود تاريخا إلى فترة فجر الإسلام.